٢٠ آب ٢٠١١

ع هدير البوسطة بالنكهة الأردنية



علّمتني الكاميرا اني ألاحق التفاصيل الصغيرةوالهمسات وأفتش ع دلالات أعمق .
هاي هون مثلاً في عيون هربانة من ريحة الدخان وسارحة بالشباك .
وهناك في دنين بتحاول تلاحق حكي تنين واحد منهم 

بقول: إحنا أمنين على عمان اكتر من أمانة عمان اللي بتحاول تمكيج المدينة وتحولها 
لمكان بشبه السياح اكتر ما بشبهنا !

أمّا اللي قاعد جنبه فعم بهز برأسه كأنه موافق, أو يمكن زهقان , أو لآ , لآ 
 كأنه خايف انه فلسفة صاحبه تورطهم بدعوة على فنجان قهوة مرّة !


وراهم قاعد  واحد بتفكره صنم , فش اشي فيه بتحرك

بس اذا نزلت عينك معي شوي شوي راح تكتشف انه عم بهزاجره فوق وتحت دلالة على انه الأخ طربان من إصبع اجره الكبير .


بحب أروح واجي بباص المؤسسة لأنه دايما بمنحني فرصة 

على انه أكون غير مرئية وبذات الوقت اقدر أراقب الناس والقط الأحاديث والمشاهد 
وأحولها لصورة بتحكي .

بس ولا مرة كنت أتوقع انه في يوم من الأيام راح أكون انا نفسي المشهد الأهم ل 26 راكب
 مدحوشين بباص سعته 21 , وشوفيره لسا مصر انه يوقف كمان لهدا الختيار ويطلعه بالباص .


بهاي الحالة بتصير قادر تقرأ من وجوه الركاب وحركاتهم انه ولا حدا منهم مستعد يستغني عن كرسيه 

_ والله ما انا قايم مادفعتش 30 قرش عشان اوقف...

_منيح اني قعدت على اليمين جنب الشباك ...

_ختيار مكحكح شو طلعك من البيت !

_يقطع عمر الشوفارية اذا بزوقوا على دمهم


الغريب إنه الاستنتاجات هاي اغلبها طالعة من وجوه 

شباب مش بنات

وجوه البنات مرتاحة , قاعدين بثقة بنت عارفة إنها اذا طلعت عالباص معناتو أكيد راح تقعد,لأنه مهما كان في ركاب أكيد أكيد في شب راح يوقف ويقعدها مكانو ...


مهو. . .  وراء كل مقعد مريح حصلت عليه امرأة، في رجل جنتل 

كريم منح المقعد لهاي الإمرة !

والحالة الوحيدة المهددة بخسارة الأنثى للمقعد بتكون بأنه أنثى ثانية تطلع عالباص وتشاركها بجزء من هدا المقعد .


أخدني شوية وقت لحد ما قلّبت أكم سؤال براسي وبعدين اخدت القرار باني أعطي مكاني للختيار


_تفضل عمّو


هدول الكلمتين بخلال ثانية قلبو الباص لسوق خضرة، تنين قامو من مكانهم عشان يقعدوني, و لما قلت لواحد منهم  :لآ شكرا ،مشواري قصير

رد علي وقلي لأ لأ ما بصير اقعدي محلي .


حسيت كل العيون مسمرة علي تمتمات هون وهناك ,الشفير وطّى صوت الراديو ..

وحدة من الركاب مالت عللي جنبها وكأني سمعتها بتقلها 

: ما اغباها هاي وين مفكرة حالها !


مش مهم شو عم ينحكى وراي, المهم انه ليه هالقد ترددت لحتى اخدت القرار أنه أوقّف !

 أكم سؤال سألت حالي قبل ما أقوم , ويا ترى قديه بياخد النساء وقت لحتى ياخدو قرار عادي وصغير بحياتهم !


 دقيقة,يوم,سنة,عمر!


طيب ما لما فات الزلمة عالباص ولا حدا منكم تحرك ، ماكنش بعنيكم أبدا تقعدوا زلمة كبير مكانكم

ليه لما وقفت بنت تحركت النخوة فيكم !


لأنه وقفت البنت عيب!


ولا لأنه البنت حراااام بتتحملش توقف!!


ولا لأنه جسدها ملفت وهي واقفة وقعدتها درء للمفاسد 

والنزوات !!

هيني وصلت عند جسر الدستور بس  بدي اقلكم :


أنا مش عيب , إنتو العيب ! 




***



ملاحظة : 

اذا اردتم الدخول بجو القصة بالنكهة الفيروزية, اضغطوا على الرابط التالي