علّمتني الكاميرا اني ألاحق التفاصيل الصغيرةوالهمسات وأفتش ع دلالات أعمق .
هاي هون مثلاً في عيون هربانة من ريحة الدخان وسارحة بالشباك .
وهناك في دنين بتحاول تلاحق حكي تنين واحد منهم
بقول: إحنا أمنين على عمان اكتر من أمانة عمان اللي بتحاول تمكيج المدينة وتحولها
لمكان بشبه السياح اكتر ما بشبهنا !
أمّا اللي قاعد جنبه فعم بهز برأسه كأنه موافق, أو يمكن زهقان , أو لآ , لآ
كأنه خايف انه فلسفة صاحبه تورطهم بدعوة على فنجان قهوة مرّة !
وراهم قاعد واحد بتفكره صنم , فش اشي فيه بتحرك
بس اذا نزلت عينك معي شوي شوي راح تكتشف انه عم بهزاجره فوق وتحت دلالة على انه الأخ طربان من إصبع اجره الكبير .
بحب أروح واجي بباص المؤسسة لأنه دايما بمنحني فرصة
على انه أكون غير مرئية وبذات الوقت اقدر أراقب الناس والقط الأحاديث والمشاهد
وأحولها لصورة بتحكي .
بس ولا مرة كنت أتوقع انه في يوم من الأيام راح أكون انا نفسي المشهد الأهم ل 26 راكب
مدحوشين بباص سعته 21 , وشوفيره لسا مصر انه يوقف كمان لهدا الختيار ويطلعه بالباص .
مدحوشين بباص سعته 21 , وشوفيره لسا مصر انه يوقف كمان لهدا الختيار ويطلعه بالباص .
بهاي الحالة بتصير قادر تقرأ من وجوه الركاب وحركاتهم انه ولا حدا منهم مستعد يستغني عن كرسيه
_ والله ما انا قايم مادفعتش 30 قرش عشان اوقف...
_منيح اني قعدت على اليمين جنب الشباك ...
_ختيار مكحكح شو طلعك من البيت !
_يقطع عمر الشوفارية اذا بزوقوا على دمهم
الغريب إنه الاستنتاجات هاي اغلبها طالعة من وجوه
شباب مش بنات
وجوه البنات مرتاحة , قاعدين بثقة بنت عارفة إنها اذا طلعت عالباص معناتو أكيد راح تقعد,لأنه مهما كان في ركاب أكيد أكيد في شب راح يوقف ويقعدها مكانو ...
مهو. . . وراء كل مقعد مريح حصلت عليه امرأة، في رجل جنتل
كريم منح المقعد لهاي الإمرة !
والحالة الوحيدة المهددة بخسارة الأنثى للمقعد بتكون بأنه أنثى ثانية تطلع عالباص وتشاركها بجزء من هدا المقعد .
أخدني شوية وقت لحد ما قلّبت أكم سؤال براسي وبعدين اخدت القرار باني أعطي مكاني للختيار
_تفضل عمّو
هدول الكلمتين بخلال ثانية قلبو الباص لسوق خضرة، تنين قامو من مكانهم عشان يقعدوني, و لما قلت لواحد منهم :لآ شكرا ،مشواري قصير
رد علي وقلي لأ لأ ما بصير اقعدي محلي .
حسيت كل العيون مسمرة علي تمتمات هون وهناك ,الشفير وطّى صوت الراديو ..
وحدة من الركاب مالت عللي جنبها وكأني سمعتها بتقلها
: ما اغباها هاي وين مفكرة حالها !
مش مهم شو عم ينحكى وراي, المهم انه ليه هالقد ترددت لحتى اخدت القرار أنه أوقّف !
أكم سؤال سألت حالي قبل ما أقوم , ويا ترى قديه بياخد النساء وقت لحتى ياخدو قرار عادي وصغير بحياتهم !
دقيقة,يوم,سنة,عمر!
طيب ما لما فات الزلمة عالباص ولا حدا منكم تحرك ، ماكنش بعنيكم أبدا تقعدوا زلمة كبير مكانكم
ليه لما وقفت بنت تحركت النخوة فيكم !
لأنه وقفت البنت عيب!
ولا لأنه البنت حراااام بتتحملش توقف!!
ولا لأنه جسدها ملفت وهي واقفة وقعدتها درء للمفاسد
والنزوات !!
هيني وصلت عند جسر الدستور بس بدي اقلكم :
أنا مش عيب , إنتو العيب !
***
ملاحظة :
اذا اردتم الدخول بجو القصة بالنكهة الفيروزية, اضغطوا على الرابط التالي