مازالت حكومة سمير الرّفاعي
تُمارس هوايتها في التهميش و ( التطنيش) , ومازالت تُضيف نقطة وفتحة على حرف العين
لكلمة ( شَعْب) لتحوّلها أمام وسائل الإعلام إلى ( شَغب). اذ انّه كلما ظهرت حركة
شعبية مُعارضة لأي قانون ظالم أو أي تعدّي على الحريات ,يدير سمير الرفاعي ظهره لها
قائلاُ: "هذه ليست سوى نُخب تُحّب الشغب السياسي".
تُمارس هوايتها في التهميش و ( التطنيش) , ومازالت تُضيف نقطة وفتحة على حرف العين
لكلمة ( شَعْب) لتحوّلها أمام وسائل الإعلام إلى ( شَغب). اذ انّه كلما ظهرت حركة
شعبية مُعارضة لأي قانون ظالم أو أي تعدّي على الحريات ,يدير سمير الرفاعي ظهره لها
قائلاُ: "هذه ليست سوى نُخب تُحّب الشغب السياسي".
بالرغم من أنّ المعارضة ليست
نخبة شغب, بل نخبة شعب يكره أن يتم اغتيال شبابه ووعيه وحرّيته تحت ستار الوطنية
والمواطنة الحقة.
شعبٌ انبثقت جذوره من أرض
أردنية قامت فيما مضى على أسس فكرية وقومية ووطنية.
شعب يحّنُ في عام ال 2010 إلى
عام 1989 وإلى مجلسه الذي قام وقتها على أساس رجال مسيّسون ومثقفون ومُحمّلون بالهم
الوطني والشعبي. لا كالمجالس التي شُكلّت من بعده على اساس الصوت الواحد, والمحكومة
بطبيعة الحال بمنطق يُقزّم هوية الأردني وذكاؤه, ويحشره في إطار صورة رجعية لاتشبه
ثقافة الشعب ولا وعيه!
إطارٌ قائم على منطق " أنا
لإبن عشيرتي وبن عشيرتي إلي".
شعب تحمّل تقلبات مزاج الحكومة في سياسة سد العجر في
موازنة الدولة, وتحمّل نوبات غضبها على حريات التعبير وعلى جيب المواطن, و وقف تحت
خط الفقر وتحت سقف ضريبي وصل الى 16% تؤخذ من حوالي 100 منفذ ويدفعها المواطن من
دخله.
شعب عاش 341 يوما بدون سلطة تشرّيعية ومرّر خلالهم
39 قانونا مؤقت بسلام .
موازنة الدولة, وتحمّل نوبات غضبها على حريات التعبير وعلى جيب المواطن, و وقف تحت
خط الفقر وتحت سقف ضريبي وصل الى 16% تؤخذ من حوالي 100 منفذ ويدفعها المواطن من
دخله.
شعب عاش 341 يوما بدون سلطة تشرّيعية ومرّر خلالهم
39 قانونا مؤقت بسلام .
تحملنا كل هذا على أمل حدوث
تغير جوهري في قانون الإنتخاب ليولد منه حكومة ترقى إلى هم وتطلّعات الشعب الأردني
وترتق الترهلات التي أحدثتها حكومات ال 21 سنة السابقة في أدمغتنا وهويتنا وجيوبنا.
ولكن للأسف تلّقى شعبنا خيبة
أمل جديدة لا تحمل في طيّاتها سوى اجراء عملية تجميل بسيطة على قانون الصوت الواحد
بدون تغيره , عملية تجميل قائمة على استنساخ داوئر وهمية شوهّت أكثر وأكثر وجه هذا
القانون المشوّه اصلا .
وبهذا يتململ الشعب أمام هذه
الخيبة الأخيرة على طريقة أم كلثوم صارخا: " أنا فاض فيّا وملّيت", ويتوّجه لخيار
مقاطعة الإنتخابات كمحاولة اخيرة منه للفت نظر الحكومة .
ولكن طالما أنه لاحياة لمن
تنادي وطالما أن العرس الإنتخابي النزيه والشفّاف قائم رغم المعارضة فلم يتبقّى في
جعبتنا الاّ أن نطلب من حكومة سمير الرفاعي أن يوّسع جلباب ديمقراطيته قليلا ويأذن
لنا بشغبٍ واحدٍ وأخير نتغيّب خلاله عن يوم (العرس) لا لشئ ولكن لأننا سنكون
مشغولون بفتح بيت عزاء ديمقراطي نستقبل فيه جموع المُعزّيين الغير قادرين على
احتمال رؤية حرّيتهم تستباح على ورقة الصوت الواحد وفي ممرات الدوائر الوهمية .
ريم ناهي